جرائم الاعتداء الجنسي على الأحداث

Abstract

إن مشكلة الاعتداء الجنسي على الأطفال وسوء معاملتهم وإهمالهم في مجتمعنا من القضايا التي بحاجة ماسة إلى إيلائها أهمية كبيرة، سواء كان ذلك على مستوى القوانين، أو على مستوى الأخصائيين العاملين في الميدان نظرا لاعتبار الأطفال من أكثر الكائنات البشرية ضعفا، فهم العدة للمستقبل المرجو للأسرة والأمة، ولا تكاد تخلو أمَة سَوية لا تكبد عناء حمايتهم من الاعتداء الذي يتجلى بمظاهر مختلفة، منها الاعتداء العاطفي، والاعتداء الجسدي الذي يعتبر الاعتداء الجنسي صورة له، والذي يعتبر تعديا على حق من حقوقه؛ ألا وهو حق حماية شرف وعرض الطفل، وهو يعني إساءة استخدام الطفل جنسيا، سواء صدرت هذه الإساءة من بالغ يقربه أو من أجنبي عنه، باستخدام الحيلة، أو العنف أو الإغراء، كما يمكن اعتبار هذا الاعتداء وسيلة للإثارة الجنسية من جهة، ونزوة لإشباع الغريزة الجنسية بشكل كامل أو جزئي من جهة أخرى، وهذه المعانات تعتبر آفة وظاهرة إجرامية عالمية أولتها الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية أهمية قصوى، بحيث لاتزال محل اهتمام الإنسانية بوجه عام ، والمجتمع الدولي بوجه خاص، ذلك أن مشكلة الاعتداء ومضاعفاته لا تتوقف إلى هذا الحد، فغالبا ما تمتد آثارها لتشمل مرحلة الطفولة والمراهقة والبلوغ، وحتى الشيخوخة، وتعتبر المشاكل الجسدية والسلوكية والنفسية من أهم المشاكل الشائعة التي يتعرض لها الأشخاص الذين كانوا ضحايا مثل هاته الاعتداءات. وبالتالي فان الحاجة جلية وملحة لزيادة وعي المجتمع بجميع فئاته بخصوص الظاهرة خاصة أن حالة العدوان الجنسي الذي يقع على الأطفال في أي مرحلة من مراحل الطفولة، من سن الخامسة أو ما دون إلى غاية الثامنة عشر سنة، مهما كان الجنس ذكورا أو إناثا يقع في العديد من الأماكن، المنزل العائلي، المدرسة والشارع، وعموما تكون أكثرية هذه الممارسات مستورة إلى أن تفضح بصورة أو بأخرى، ما جعل انتشار هذه الظاهرة المنحرفة في تزايد مستمر خاصة بعد زيادة استخدام الشبكة العنكبوتية مما وسع مجال الاعتداءات الجنسية على الأطفال إلى مواقع الانترنيت ونتيجة لذلك كثفت الجهود الدولية لاحتواء الظاهرة الإجرامية ضمن قواعد قانونية عقابية تجرم هذه الأفعال بغرض الحد منها.