الخلاصة:
إن من أهم مميزات شريعتنا الغراء رفع الحرج عن المكلفين و التخفيف عليهم وعدم تكليفهم بما لا يطيقون، وهو مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وأصل مقطوع به من أصولها،فرفع الحرج فيه رعاية لحال المكلف حتى يتمكن من عبادة الله في كل أحواله دون انقطاع ولا ملل،وهذا ملائم لفطرة الإنسان،فهو بطبعه يحب التخفيف والتيسير وينفر من التضييق والمشقة،وهذا ما يكسب الشريعة صفة المرونة والسهولةوالصلوحية لكل زمان ومكان.
لما كان رفع الحرج ذا أهمية بالغة وصلة وطيدة بما يطرأ ويستجد في حياة الناس وأحوالهم، ارتأينا أن نبحث في جانب مهم منه، وهو ضوابط رفع الحرج،و لابد لأي بحث يطمح للوصول إلى نتائج مفيدةأن ينطلق من إشكالاتوقد لخصناها في ما يلي:
-ما هي حقيقة رفع الحرج؟وما هي ضوابط رفع الحرج؟ و ما هي القواعد الشرعية التي ينبني عليها رفع الحرج؟ ؛ معتمدين في ذلك على المنهج التحليلي الاستقرائي، وذلك من خلال تتبع أدلة رفع الحرج واستقراء أهم القواعد المبنية عليه،ثم حصر أهم أسباب وضوابط التيسير والتخفيف.
- واعتمدنا في كتابة الآيات القرآنية على المصحف الإلكتروني برواية حفص.