الخلاصة:
ﻋﻨﺪ ﻗﻀﺎء اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺸﻤﺎل اﳉﺰاﺋﺮي وﺟﻪ أﻧﻈﺎرﻩ إﱃ اﳉﻨﻮب
اﳉﺰاﺋﺮي اﻟﺬي ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺳﻌﻰ ﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻮﺳﻌﻪ ﻟﻠﺠﻨﻮب ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳉﻨﻮب اﻟﺸﺮﻗﻲ اﻟﱵ
ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺘﻀﻦ اﺎﻫﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﲪﻠﻮا ﻟﻮاء اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ اﻟﺸﻤﺎل ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﳍﺎ أﳘﻴﺔ
إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وأﻣﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻣ
ﺘﻤﻴﺰة ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺮاء، ﻟﻜﻮﺎ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺑﺎﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ
واﻟﻮاﺣﺎت ذات اﻻﻧﺴﻴﺎب اﳌﺎﺋﻲ اﻟﺴﻄﺤﻲ واﻟﺒﺎﻃﲏ ، ﻣﻦ أﻏﲎ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﳌﻴﺎﻩ اﳉﻮﻓﻴﺔ ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺒﺸﺮي.
وﻗﺪ اﲣﺬ اﻻﺣﺘﻼل ﻟﺪﺧﻮل اﳉﻨﻮب اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻣﺘﻌﺪدة اﳉﻮاﻧﺐ وﳐﺘﻠﻔﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ دواﻓﻌﻪ
ﻣﺴﺘﻌﻤﻼ ﻗﺒﻞ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌﺸﺮوع اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻋﻤﻠﻴﺎت ﲡﺴﺲ واﺳﺘﻄﻼع واﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ،واﻟﱵ
اﲣﺬت ﻣﻨﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻜﺴﺐ واﺳﺘﻤﺎﻟﺔ أﻋﻴﺎن وﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺮاء وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻓﺠﻮة اﳋﻼف ﺑﲔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﳉﻨﻮب اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ اﺟﻞ إﳒﺎح ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﻟﻜﻦ اﻧﺘﺸﺎر ﺗﻴﺎر اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ
اﳉﻨﻮب اﻟﺸﺮﻗﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﻔﺸﻞ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻪ.
وﻗﺪ ارﺗﺄﻳﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﱵ ﻫﺬﻩ أن اﺑﺮز اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺸﻌﺎﻧﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻪ ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺒﺎرزة اﻟﱵ ﺗﺼﺪت ﻟﻼﺣﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻮﺳﻌﻪ ﰲ اﳉﻨﻮب اﳉﺰاﺋﺮي ﻓﻘﺪ
ﺳﺎﳘﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ اﻟﺸﻤﺎل اﳉﺰاﺋﺮي .
ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﺗﻌﻮد أﺻﻮﳍﺎ إﱃ أﺻﻮل ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺳﻠﻴﻢ وﻓﺪت ﻣﻦ اﳉﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺷﻜﻞ ﻫﺠﺮات
ﲨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﲏ ﻫﻼل ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ إﱃ أن اﺳﺘﻘﺮت ﺑﻮاد ﻣﺘﻠﻴﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﲤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،
