الخلاصة:
تعتبر المرأة فاعل داخل البناء الاجتماعي، باعتبارها عنصرا هاما في كافة مناحي الحياة الاجتماعية، خصوصا النسق الأسري، الذي يتأثر بالمرأة، وما يلحق بها من تغيرات مختلفة (المستوى التعليمي، العمل، المكوث بالبيت...) فالمتتبع للسيرورة التاريخية لمكانة المرأة يدرك أن هذه الأخيرة احتلت مراكز ومكانات مختلفة داخل المجتمعات البشرية، امتازت ببلوغ درجات عليا عند بعضها والتدني عند بعضها الآخر.
ففي الحقب الماضية كانت وظيفتها منحصرة داخل النسق الأسري فقط، فدورها الوحيد كان داخل البيت و الرجل خارجها.
ولكن بفعل التغييرات التي شهدتها المجتمعات الغربية بصفة عامة و المجتمع الجزائري بصفة خاصة والتي مست البنى الفوقية و التحتية له و التي دخلت إليه من الخارج والمتمثلة في مختلف الثقافات الأجنبية الغريبة عن ثقافة المجتمع الجزائري.مما دفعت بالمرأة إلى التحرر من القيود الاجتماعية الثقافية التي كانت تحكمها و تلتحق نتيجة لذلك بعالم الشغل وذلك بفعل انتشار التعليم والذي يعد اللبنة الأولى لخروج المرأة للعمل، لتتعدد بذلك وظيفتها الأصلية من ربة بيت، إلى وظائف اجتماعية أخرى(موظفة أو عاملة) داخل النسق الاجتماعي غير مبالية بنظرة الأفراد المحيطين لها، والقيم المتوارثة التي تحصرها في قالب وإطار واحد. فالثقافة الجزائرية تمتاز بالطابع التحفظي المكون في التراث تركه الأجداد الأوائل حيث ينظر لوظيفة المرأة أنها داخل المنزل ويكون مرتبط بتعاليم الدين ويرون أن خروجها للعمل عيب وعار، ولكن مع مرور الزمن تبدلت الثقافة التي كانت سائدة وذلك بفعل التغيرات الجديدة التي طرأت عليه ودخول ثقافات جديدة.
